Saturday, 8 February 2014

جوابٌ على التساؤلات الكبرى


الحمد لله الذي أعطى كل شيء حقه و جعل لكل داءٍ دواءا ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد :


فكم هو مستنكرٌ أن ينتقد المسلم منبع عزته و لبّ حضارته باستدلالاتٍ شاذة لم يعرفها العامة ! والأَمَرُّ من ذلك أن تجد هذا الناقد -غفر الله له- من خلال كتاباته . يجهل هويته أصلاً كي ينتقدها!  ففاقد الشيء لا يعطيه.

فأحببت أن أجيب عن بعض التساؤلات ... ولا أراها كبرى !! و أطرح بعض الحلول ..

لا ريب أن الإسلام جاء ليخرج البشر من الظلمات إلى النور؛ هذا ما قاله ربنا ﷻ مراراً و تكراراً في كتابه العزيز.
و رأس الإسلام هو العقيدة ؛ المعتقد في الرب؛ من هو -ﷻ- و ما هي وظيفتك اتجاههُ و كيف نصل إلى رضاه ؟

العقيدة الإسلامية و معرفة الرب و التفريق بين مفهوم الرب و الإله , و معرفة العبد ربَّه بأسمائه و صفاته ...
ما فائدة هذاكله؟! سألت نفسي هذا السؤال عندما فتحت كتاب شرح الأصول الثلاثة .. لماذا هذا التدقيق و التفصيل ؟
هل تعلم أن هذا الكتاب وغيره من كتب العقيدة تحل مشلكة الإلحاد الذي أصيب به الغرب؟! فلنرجع إلى تاريخ الغرب و نلتمس بعض الحقائق. !!
ظهر الإلحاد قديماً بشكل غير مُلَاحَظ في اليونان والروم .. و السبب ؟! دخلوا كهف الفلسفة المظلم , ولم يعرفوا طريق الرجوع ، ثم تطورت الأمور و تفاعلت حتى أصبحت هذه الفئة القليلة تجادل أهل الكنيسة بالفلسفة ، ولم يجد قساوسة زمانهم أي رد على خفافيش الفلسفة (مساكين! لم يكن عندهم أمثال ابن تيمية!) فنبعت تساؤلاتٌ كبرى (!) في مجتمعاتهم. ومنها : كيف يكون الخالق مخلوقاً ؟! و كيف يُصلَب الرب ؟! ولماذا الرب يموت من أجل سيئات البشر؟! ولم يجدوا أجوبة لتساؤلاتهم الكبرى.

اقتنع الناس بعدم وجود الرب، فوسوس إليهم الشيطان أن يفصلوا الدين عن الدولة؛ وكلٌ إلى سبيله ! و بهذا -وباختصار- انتشر طاعون الإلحاد في أفكارهم , و تاريخهم , هذا عن أثر الإلحاد على عقيدتهم ! ، فماذا عن الشذوذ الجنسي؟

داء خبيث لم تثبت أسبابه عند الأطباء ؛ هل هو مرضٌ نفسي أم خللٌ هرموني.؟؟

وصفه الله ﷻ بالفاحشة ؛ فكفانا هذا أن نجتنبه , و أما التشخيص البشري ، فإن وجِد فذاك! وإلا فعندنا قول رب العالمين.

وذكر المؤرخون أن داء الشذوذ انتشر في مجتمع اليونان القديم , و كما يعرف البعض؛ أن اليونان هي عقر الفلسفة العقيمة ! كان مجتمعهم مليئاً بالبغاة والخمور والرقص والمجون ... كانت حضارةً محررة من الحق، مكبلة بقيود الهوى! و كان الشذوذ الجنسي أمراً مقبولاً بين الرجال ،  بل وكان فعلاً يَعتزُّ به الرجال ودليل قوتهم ، عياذاً بالله! 

فهل بين الدَّائيْن صلة - الإلحاد و الشذوذ الجنسي ؟! كيف لا..!! ومِن المعروف أن من ابتعد عن الله هانت عليه الفواحش و المنكرات – تلازمٌ منطقي في نظري.

قال ﷺ : ...ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب . (رواه الشيخان) و هذا الحديث العظيم دلالة على أن من فسد قلبه فسد عمله !

وفي فقه حل المشكلات يجب أولاً الرجوع إلى جذرالأمر ..يُعرف بـroot cause analysis:   . وتعني تحليل السبب الجذري،فمن الخطأ والجهل وقِصرالنظرأن تجد حلولاً للفروع فقط ..  وفي الشذوذ العقدي–الإلحاد- والشذوذ الجنسي المشكلة الجذرية هي واحدة .. معرفة العبد ربَّه ؛ بكل بساطة !

فالعبد إذا عرف خالقه -بأسمائه وصفاته- وعرف الحق الذي عليه ؛ يتضح له المأمور والمحظور , و يُحكِّم شرع الله في حياته وفي سلوكه و في فكره – قال الله ﷻ: ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) و ليس الإسلام كما ظن البعض بينك و بين الله فقط, بل هو بينك و بين كل أفراد المجتمع , بل والعالم بأسره والله يحكم بينكم ! عجباً ، دين علمنا كيف نَنْتَعِل !!؟ ولم يعلمنا كيف نجتنب الإلحاد و الشذوذ الجنسي ؟! ولكن أكثرهم يجهلون !

هذا هو الإسلام ؛ أعطاك الحل الجذري لكل مشكلاتك يا ابن آدم ، فلا تلتفت إلى مجتمعات لم يعرفوا ربهم و لم يؤمنوا بسيد الأولين والآخرين ؛ هذا هو سبب إلحادهم و شذوذهم و كل مشكلاتهم .. و ستصبح هذه مشكلاتنا إن كان اهتمامنا غير ترسيخ العقيدة و تطبيق ما جاء به رسول الله ﷺ . 

والحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيد المرسلين.

كتبه /

فارس الحمادي 
٣ربيع الثاني ١٤٣٥هـ
٢٠١٤/٢/٣م