Thursday, 19 November 2015

Fight ISIS with awareness, then guns

It is surprisingly ignorant of liberals to think that they are the ones waging a war against ISIS and terrorism, accusing Islam as a whole of such barbaric actions. Proposing - as a solution, to stop Islam from spreading, and trying to “customize” the religion in to their own appeal.

If they had the trouble in looking in to the history of Islam they would clearly see how false this accusation is.
It's obvious they haven't stumbled upon the rise of the khawarij (outlaws) in the 3rd caliphate's era, and how they were ISIS of their times, how Prophet warned us about them. How the 4th caliphate Ali exhausted all possibilities to change the khawarij's violent ideology before fighting them in the battle of Nahrawan.




Islamic scholars ever since then have been warning Muslims from terrorism and violence. Until today, and the Islamic affairs in all Islamic countries are warning about ISIS, in Friday prayers, lectures, publications, and social media. Saudi alone is spending billions on just awareness, they have special centers to change terrorist ideologies. It is truly absurd to say Saudi is funding terrorism! The whole Gulf is aware that they have a problem, some of their citizens are joining ISIS, Saudi is suffering the most from this. It makes no sense to claim that a country would fund terrorism and supply it with it's own people against their allies and simultaneously, spend millions to try and stop it! are you aware -at least- of the economical loss this will cause?

You want to beat ISIS? Then understand Islam from the right sources, read history, and then you can propose a solution. You must know the root cause before jumping in to the solutions. Trying to change or weaken Islam will only worsen the situation - ignorance will spread about Islam, ISIS will have more reason to lure ignorant Muslims in to believing that they are actually an Islamic state! On the contrary, help Muslims spread the true meaning of Islam; that is how you can help in killing terrorism. Muslims will then be aware that ISIS is selling them an illusion called “Islam State”, nothing more. This will weaken ISIS, making it easier for the world to stop them.


References:






Saturday, 17 October 2015

انتصرت داعش...؟!



الحمد لله ،،،
ظهرت الخوارج في عهد الخليفة عثمان -رضي الله عنه- وقد صنّفها أهل الدراية بأشرّ الفِرق الضالة في الإسلام .. واليوم، نجد أن شريحةً كبيرةً من المسلمين عرفوا شر هذه الفرقة المحترقة، بل يوجد مسلمين يعرفون عن الخوارج ما لا يعرفونه عن واجبات الصلاة! أمرٌ طبيعي حين أصبحت الخوارج موضوع كل مجلس وكل جريدة وكل قناة! ما كنا نقرأه في كتب الآثار والسِيَر أصبح حقيقة تعيشها الأمة الإسلامية ... شكراً داعش!؟

إذا رأينا ملتحياً، نسمع صوتاً يسأل: "ما منهجه؟ هل هو تكفيري؟ ما رأيه في داعش؟" أصبحت اللحية شبهةً في المجتمع بعد أن كانت محلّ ثقة واحترام. وقد ظهرت ردة فعلٍ شديدة عند البعض -سامحهم الله-؛ ((دعشَنوا)) كل من طبّق السنّة فعلاً أو قولاً. وأصبح البعض يطعن في النوايا وكأنهم اطلعوا على ما في القلوب! وكذبوا كل مستقيم، فقد حشروهم في زمرة المتشددين وسعوا أن يُثبِتوا للناس أنهم وداعش ملّة واحدة!

 

 وأقول قد أصابتكم فتنة داعش، قد يفشل داعشيٌ في انجاز عملية انتحارية ولكنه ينجح في نشر الفتنة والخوف بين الناس و تجريد المجتمع من الثقة برجال الدين...!

 أما تعلمون أن هذا ما يهدفون إليه؟ يطمعون في أرضنا الطيبة فيزرعون الفتنة والفُرقة بيننا، سواء بتفجير أو بالطائفية، إذن لماذا استهدفوا الحسينيات في السعودية والكويت؟! يريدون إثارة الطائفية!

 

فيا أيها المنصف -عفا الله عنك- قبل أن ترمي بتهمة التشدد أو ((الدعشنة)) على بني جلدتك، يجب التفريق بين التشدد والالتزام بتعاليم الإسلام، فالتشدد لا مكان له في ديننا، ومفهومه: الغلو والزيادة فيما شرّعه الله، ويحصل التشدد حين تُبتر النصوص الشرعية أو يساء فهمها أو تطبّق في غير محلها، وهذا هو ما فعله الخوارج وهذا ما يفعله داعش اليوم...مثال ذلك؛ أن داعش تعتقد أن الحكومات الخليجية كافرة خارجة عن دين الإسلام فقط لأنهم يتعاملون مع دولٍ غير مسلمة سواء بتجارة أو بسياسة! ولا يخفى على كل من قرأ في السيرة النبوية ولو القليل، أن النبي ﷺ قد تعامل مع كفار قريش واليهود، بل إن النبي ﷺ قد تنازل في بعض المواقف للكفار لمصلحة كبرى! كما كان الحال في صُلح الحديبية.

 

أما تطبيق ما أمر به الله –سبحانه- أو النبي ﷺ على مذهب من المذاهب أو قول –معتبر- من أقوال أهل العلم، فهذا لا يكون تشدداً ولا غلواً بل هو من الدين، وقد يقع الاختلاف في المسائل الفقهية ولكن لا اختلاف في العقيدة. ومثال ذلك، أن من عقيدتنا طاعة ولي الأمر في يسرنا وعسرنا ومنشطنا ومكرهنا، هذه المسألة لم يختلف فيها أحد من أهل العلم المعتبرين، وأما المسائل الفقهية فمثلاً، هل تُغطي المرأة وجهها وكفيها أم لا؟ هذا فيه خلافٌ معتبر بين أهل العلم، وليس المقام في سرد الأقوال، ولكن من الظلم أن نشنع على أحد الفريقين بالقول من يرى بجواز الكشف أنه متساهل، متلاعبٌ في الدين أو من يرى بوجوب التغطية أنه متشددٌ، ((متدعشن))!

 

فليكن منهجك في هذه القضايا –أيها المنصف- أولاً: الـسـؤال! وكما قيل، السؤال نصف العِلم! إذا سمعت قولاً أو رأيت فعلاً لم تعرفه من قبل أو لم يعجبك، فلا تتسرع في نقدك قبل أن تبحث في المسألة، وتسأل: هل فيه دليل من القرآن والسنة؟ هل الحديث صحيح؟ ما تفسيره؟ هل قال به أحد أهل العلم المعتبرين؟ وحتى النقد فليكن لطيفاً هيّناً، بعيدا عن التهم والألقاب والكلام البذيء فهذه ليست من آداب الإسلام.

 

وأخيراً أسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا وأن يجمعنا على خير, والحمد لله.

 

 

كتبه / فارس الحمادي

Sunday, 30 August 2015

-شفافية الصحابة وصفاء قلوبهم -منقول

(شفافية الصحابة وصفاء قلوبهم!!)
قال رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ– رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَانِي أَرْضًا وَأَعْطَى أَبا بَكْرٍ أَرْضًا وَجَاءَتْ الدُّنْيَا فَاخْتَلَفْنَا فِي عِذْقِ نَخْلَةٍ
فَقُلْتُ أَنَا :"هِيَ فِي حَدِّي"
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:"هِيَ فِي حَدِّي"
فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ كَلَامٌ
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ كَلِمَةً كَرِهَهَا وَنَدِمَ
فَقَالَ لِي يَا رَبِيعَةُ رُدَّ عَلَيَّ مِثْلَهَا حَتَّى تَكُونَ قِصَاصًا
قَالَ قُلْتُ:" لَا أَفْعَلُ"
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ :"لَتَقُولَنَّ أَوْ لَأَسْتَعْدِيَنَّ عَلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
فَقُلْتُ:"مَا أَنَا بِفَاعِلٍ "
قَالَ وَرَفَضَ الْأَرْضَ وَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْطَلَقْتُ أَتْلُوهُ
فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ فَقَالُوا لِي :"رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَسْتَعْدِي عَلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَالَ لَكَ مَا قَالَ "
فَقُلْتُ:" أَتَدْرُونَ مَن هَذَا,هَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ هَذَا ثَانِيَ اثْنَيْنِ وَهَذَا ذُو شَيْبَةِ الْمُسْلِمِينَ إِيَّاكُمْ لَا يَلْتَفِتُ فَيَرَاكُمْ تَنْصُرُونِي عَلَيْهِ فَيَغْضَبَ فَيَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَغْضَبَ لِغَضَبِهِ فَيَغْضَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِغَضَبِهِمَا فَيُهْلِكَ رَبِيعَةَ
قَالُوا :"مَا تَأْمُرُنَا؟"
قَالَ :"ارْجِعُوا "
قَالَ فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبِعْتُهُ وَحْدِي حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ كَمَا كَانَ
فَرَفَعَ إِلَيَّ رَأْسَهُ فَقَالَ:" يَا رَبِيعَةُ مَا لَكَ وَلِلصِّدِّيقِ "
قُلْتُ:" يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ كَذَا كَانَ كَذَا قَالَ لِي كَلِمَةً كَرِهَهَا فَقَالَ لِي قُلْ كَمَا قُلْتُ حَتَّى يَكُونَ قِصَاصًا فَأَبَيْتُ"
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"أَجَلْ فَلَا تَرُدَّ عَلَيْهِ وَلَكِنْ قُلْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ"
فَقُلْتُ:" غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ"
قَالَ الْحَسَنُ فَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَبْكِي
رواه أحمد 15981 الطبراني في الكبير 4443 الصحيحة 3258
قوله لَأَسْتَعْدِيَنَّ عَلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ: أي سأرفع أمرك إلى رسول الله (شكاية)
(فوائد من القصّة)

1. فضل أبي بكر على جميع الصحابة
2. أن الصحابة كانوا يعرفون أن أبابكر أفضلهم
3. وأن الفاضل لا ينبغي له أن يغاضب من هو أفضل منه
4. وفيه جواز مدح المرء في وجهه ، ومحله إذا أمن عليه الافتتان والاغترار من قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا رَبِيعَةُ مَا لَكَ وَلِلصِّدِّيقِ"
5. وفيه ما طبع عليه الإنسان من البشرية حتى يحمله الغضب على ارتكاب خلاف الأولى ، لكن الفاضل في الدين يسرع الرجوع إلى الأولى كقوله تعالى : ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا )
6. وفيه أن غير النبي ولو بلغ من الفضل الغاية فليس بمعصوم
7. وفيه استحباب التحلل من المظلوم
8. من أراد التحلل بصدق من المظلوم صدقه الله (ففي الحدبث نال أبوبكر فوق التحلل الدعاء بالمغفرة)
9. فضيلة أن تدفع بالتي هي أحسن وألا ترد بالمثل
10.                  وفيه استحباب سؤال الاستغفار لأخيك (غفر الله لي ولكم)



نقلت الأثر من خدمة "حديث اليوم" فجزاهم الله خيراً

Tuesday, 11 August 2015

معركة الهوية عَرْضٌ و تَأْجِيجْ


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
أما بعد :
فليس ما ترونه من عنوان المقال مرادي منه مجازه و الكنايةُ به عن حقيقةِ صراعٍ معنوي ، بل لو وجدت من اللفظ ما ينفذ إلى كبد الحقيقة نفوذ السهم الرائش إلى القلب ؛ إذًا لرميت به  غيرَ مُلتفتٍ .

و مُبتدأ الكلام أني أريد من المعركة حقيقتها التي تقضي على كل الأباطيل المُزيفة المُلَبَسَة بلَبُوس الحق ؛ المُبْرِقةِ بريقَ الصُّفْرِ الذي يحسَبُه الغُفْلُ ذَهبَا .
نحن أمة ليست كأحدٍ من الأمم ، فقد أعلانا الله بالإسلام ، و به ميّزنا عن سائر البشر، و الكلام عن الإسلام و علاقته بالهُوية سيجرّنا إلى سيل من المداد ؛ و استذكار الماضي ؛ و استحضار سيرة الأمجاد ؛ ثم التأمل في ما آل إليه حالنا من هذا التمزّق ، كل هذا لو اجتمع في نفسِ غيورٍ  لهلكتْ كمدَا .

عَجِلتُ إليكم بهذا المقال وهو أقلُّ من أن يَسَع موضوعًا مصيريًا مُتعلِّقا بأمّةٍ عظيمةٍ كأمّتنا ؛ و لكن حسبي أن يكون بذرةً لما هو أكبر إنْ مدّ الله في العمر و رزقني من علو الهمة  ما أكمل المسيرة به، و حسبُ المقال أن يشير إشارات و يرفعَ أعلاما علَّها أن تدلّ على الحقيقة . و أجزم أن الكثير من إخواني يعتلج في  صدورهم ما سأنطق به عنهم !

لا أريد أن أشق عليكم  بالولوج إلى مفهوم الهوية و جذورها و مآلاتها ؛ فذاك حديث مُرهِقٌ مُثيرٌ للأسى ؛ يبكي العيون دمًا ؛ و تتقرَّح الأجفان من حرارتها ؛ أو توشك !!
و لكن بإطلالة عجلى يمكن أن أقول :
لا تكاد تجد في المعاجم العربية المُعتبَرة تعريفًا للهُوية ، فهي كلمة مُوَلَّدة  ، و من أوائل من عرفه حسب علمي الإمام بن حزم - قدّس الله روحه-  فقال :
وَحَدُّ الهوية هو أن كل ما لم يكن غير الشيء فهو هو بعينه ، إذ ليس بين الهوية والغيرية وسيطة يَعقِلها أحدٌ البتة ، فما خرج عن أحدهما دخل في الآخر. إ.هـ
و بعض أهل اللغة  يقولون : إن الهوية مصدرها ضمير الغائب "هو" و ربطوه بأل التعريف ثم ألصقوه بياء النسبة .

خذ هذا التعليل مع تعريف ابن حزم يتبيّن لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الهوية :  فكن أنتَ أنتْ ... لتتميز بهُوية إسلامية عربية وطنية متصلة بالتاريخ ؛ متطلعة إلى مستقبل مُشرق ؛ يحدوك إليه حسن الظن بالله ، و حُدَاءُ  كلٍّ على ما كان قد تعوّد !!

قد كنا زمانا نرتع في بساتين كتاب القراءة عبر مختارات نصوصية لعمالقة الأدب العربي منذ السنة الرابعة من التعليم الأساسي نتدرج شيئا فشيئا ومذ ذلك السن و أدب المنفلوطي مع بول وفرجيني  و الرافعي مع كبشي العيد ؛ والعقاد مع بائع الزهور؛ وميخائيل نعيمة مع جدته ؛ و إيليا أبوماضي و تينته الحمقاء ؛ تقرع مسامعنا ، و لا أنسى إن نسيت عرض قصة ابن طفيل التي سماها  "حي بن يقظان" بطريقة أبسط مما أرادها صاحبها في حلقات وهي قصة فلسفية مدهشة ، تأمّل هذا  ثم قَلِّبْ بصرك في الكتاب الحاضر، و ما حواه من هابط النصوص و ضعيفها ، و ما آل إليه هذا الجيل الذي مزّقته التقنية كل ممزق ، فسينقلب  إليك بصرك خاسئا وهو حسير.

سمّى أهل التخصص التعليم في مراحله الأولى أساسيا ، و تارة سموه ابتدائيا ، و لا ضير في  الاسم إن عقلنا أن المعنى المراد هو أن هذه المرحلة هي الركيزة الأساسية للمتعلم و منه ينطلق ، فإن أحسن المتعلم في أول الأمر؛ كوفئ في آخره ، و لك في تَعلُّم العربية مثال يتضح منه المقال .

قال الطنطاوي في ذكرياته : ما من أمة حيَّةٍ حرَّةٍ واعيةٍ تُعلِّم أبناءها لغةً أجنبيةً قبل أن يتقنوا لغتهم القومية . إ.هـ

وقال  سيدي و مولاي الإمام محمد البشير الإبراهيمي أنزل الله عليه شآبيب الرحمة :
كانت الأمّة العربية قبل الإسلام لا تملك من أسباب النهضة إلا لسانًا قويمًا وفطرة غير معقدة .

و قال ايضا : اللغة هي المُقوِّم الأكبر من مقوّمات الاجتماع البشري، وما من أمة أضاعت لغتها إلا وأضاعت وجودها، واستتبع ضياع اللغة ضياع المقوّمات الأخرى.

و ما قاله الرافعي :  
ما ذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمرها في ذهاب وإدبار، ومن هنا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضا على الأمة التي يستعمرها، ويركبهم بها، ويُشعرهم عظمتَه فيها. إ.هـ

تأمل  كلام هؤلاء الأعلام تجده يخرج من مشكاة واحدة زيتها الغيرة التي تكاد تنطق ولو من غير لسان!
و لو أردت أن أخاطب أهل الشأن في وزارة التربية لقلت لهم : ألستم تدينون بالوطنية !؟ فأين أنتم من نصوص الإمام الإبراهيمي؟  وهو رجل ثوري وطني بامتياز! ألم ينفق زهرة عمره يتعلم ثم أنفق بقيته في تعليم غيره حتى أجاب لما سُئِل عن قلة تواليفه؟: وكأنني أتسلَّى بأني ألَّفتُ للشعب رجالا !!

و أين هم من المفكر الأُلْمُعِي مالك بن نبي الذي وضع للنهضة شرائط قِوَمًا اتبعتها ماليزيا وأندونيسيا فلُقِّبوا  بالنمور الآسيوية ! و أين هم من شعر العيد آل خليفة ونصوص بن باديس والمبارك الميلي !!

هذا إن شاكلتهم باسم الوطنية ! و لئن حدثتهم عن شعر الأولين و بلاغة المَتقدمين لقالوا : تلك أمة قد خلت لها طبيعتها و واقعها الملائم لها و ليس علينا أن نستنَّ بهم فقد خُلِقنا في زمن غير زمنهم  ، أنظروا كيف كذبوا على أنفسهم ..!!

فإن كنت ساخرا بماضيك و رجاله  فسيَنْتُجُ لك جيلٌ مهزوزُ الثقة بالنفس ،  منسلخ الشخصية يخبط إلى غير هدف ، و سيفقد نفسَه و غيره.

و خذها مني صريحةً : من أراد أن يُدمّر أمةً فإنه سيبدأ بلغتها و هذا ما فَطِن له الغرب فغرسوا في أمة مصر : طه حسين و لويس عوض وسلامة موسى و أحمد لطفي السيِّد الملقب زورا بأستاذ الجيل و الحق أن يسمى أستاذ الرداءة ، ليطعنوا في صحة الشعر الجاهلي و شخصية شيخ المعرّة أبي العلاء ، ولولا نهضةٌ عربية قام بها حافظ و شوقي و العقاد و الرافعي و ميّ زيادة و المنفلوطي إذًا لرأيت عربيتنا في احتضار ، و لكن كما قلت في مدخل مقالي حسن الظن بالله يجعلنا نوقن أن أمتنا قد تمرض و لكنها لن تموت ؛ لأن أمتنا ولود تختص بإنجاب العظماء :
و هل يُنبتُ الخَطِيَّ إلا وَشِيجُهُ * و تُغرَس إلا في منابته النخلُ

و مما يؤسف له أن بعض دولنا  تقوم بتلميع كثير من الساقطين، و ترفع من خسيستهم ، و تريد أن تجعلَ منهم أئمةً و تجعل من أبنائنا الوارثين ؛ ليقتلوا فينا الهوية و لكن هيهات منَّا التسليم ،  
أما أهل الأدب الحقيقي كالإبراهيمي ؛ فهم مُغَيَّبون تماما ، و لا يُقدَّمُون إلا كرموز في أيام معدودات .   والغيور منّا يرى الواقع كما وصف ذلك الأعرابي :  
مَدَبُّ ذَرٍّ في نقًا هائلِ / مرَّت به مُعصِفة الذَّيْل

و بعدُ :
فيا أيها المُعلمُ غيرَه و نفسه : تَلَمَّح آثار القوم ممن نهضوا بالتعليم ثم اقتفِ ، عزِّز ذاتك و لا تحقر نفسك ، فإن الله قد أكرمك بالإسلام ، ثم حلّاك باللسان العربي ، و قد سمّاك من قبلُ مسلما ، و جعلك خليفة في الأرض ، و قبل ذلك أَسجدَ لك الملائكة ، و أرسل محمدا  نبيا عربيا من أمة العرب ، و ختم به الرسالات ؛ بل إن ربك سيخاطب الناس يوم المحشر بلسان عربي مبين ، و أما المحاربون للتعليم ممن يريدونه متخلفا ، و أن نكون في ذيل الأمم ، و قد صرنا  - وللأسف - و انتصروا إلى حد بعيد ؛ و مُكّن لهم في حربهم ضدنا ؛ فإنما هم عدوٌّ فاتخذهم عدوّا ، و إيّاك و إيّاهم أن يَفتِنوك عن مرادك ، و البَسْ لَأْمَةَ الحرب ، و اتخذ من السبب ما ينصرك عليهم ، ولتكن حربُك ماكرة ؛ كلما تشبثوا بالمُحدَثين ؛ فتعلٌّق أنت بالمُتقَدِّمين ، و لعل بُطْءِ السَّيْر يَفْتِنُك - فلا عليك - فإن للبركة سرًّا مودعا في الأولين ؛ تمشي رويدا و لكنك تجي في الأول ، وقد سُئِل الحكيم كونفوشيوس عن أفضل سبيلٍ إلى تصحيح الأفكار فقال : تصحيح الألفاظ ..!!

  و المعركة القادمة ليست بالهيّنة ، و لو قُدِّر لها أن تبقى في محيطك و مدرستك و بلدتك ؛ إذًا لهان الهَوْن ، و لكنه مشروع تغريبي  صليبي خبيث ؛ فليكن ضربُك فيها كما وصف الفِنْدُ الزِّمَّاني :
بضربٍ فيه تأييمٌ / و تفجيعٌ و إرنانُ . و السَّلامْ
و كتبه لكم :
 الأندلسي
أبو الفضل
 @elssaami
---------
البيت لزهير بن أبي سلمى
و الخطيّ المقصود هنا الرمح و الوشيج : نوع من الشجر ملتفة الأغصان تُصنع مها الرماح
و البيت يضرب مثلا أن الكريم هو من نسل الاكارم

مَدَبُّ : من الدبيب وهو المشي
ذرٍّ : صغار النمل
نقًا : كثبان الرمل
مُعصِفة الذيل : الريح السديدة
الفند الزماني : شاعر جاهلي من فرسان ربيعة و شعرائها
تأييمٌ : تكوم المرأة أيِّمًا بعد موت زوجها في الحرب
إرنان : صوت البكاء
·         العيد آل خليفة والابراهيمي و مالك بن نبي و بن  باديس و المبارك الميلي علماء جزائريون . و لايخلو بلد مسلم من علماء كانوا سببا في نهضة دولهم يجدُر بأهلها ألا يستبدلوهم بمن هم أدنى منهم و أخسّ