ظهرت الخوارج في عهد الخليفة
عثمان -رضي الله عنه- وقد صنّفها أهل الدراية بأشرّ الفِرق الضالة في الإسلام ..
واليوم، نجد أن شريحةً كبيرةً من المسلمين عرفوا شر هذه الفرقة المحترقة، بل يوجد
مسلمين يعرفون عن الخوارج ما لا يعرفونه عن واجبات الصلاة! أمرٌ طبيعي حين أصبحت
الخوارج موضوع كل مجلس وكل جريدة وكل قناة! ما كنا نقرأه في كتب الآثار والسِيَر
أصبح حقيقة تعيشها الأمة الإسلامية ... شكراً داعش!؟
Saturday, 17 October 2015
انتصرت داعش...؟!
إذا رأينا ملتحياً، نسمع صوتاً يسأل: "ما
منهجه؟ هل هو تكفيري؟ ما رأيه في داعش؟" أصبحت اللحية شبهةً في المجتمع بعد
أن كانت محلّ ثقة واحترام. وقد ظهرت ردة فعلٍ شديدة عند البعض -سامحهم الله-؛ ((دعشَنوا))
كل من طبّق السنّة فعلاً أو قولاً. وأصبح البعض يطعن في النوايا وكأنهم اطلعوا على
ما في القلوب! وكذبوا كل مستقيم، فقد حشروهم في زمرة المتشددين وسعوا أن
يُثبِتوا للناس أنهم وداعش ملّة واحدة!
وأقول
قد أصابتكم فتنة داعش، قد يفشل داعشيٌ في انجاز عملية انتحارية ولكنه ينجح في نشر
الفتنة والخوف بين الناس و تجريد المجتمع من الثقة برجال الدين...!
أما
تعلمون أن هذا ما يهدفون إليه؟ يطمعون في أرضنا الطيبة فيزرعون الفتنة والفُرقة
بيننا، سواء بتفجير أو بالطائفية، إذن لماذا استهدفوا الحسينيات في السعودية والكويت؟!
يريدون إثارة الطائفية!
فيا أيها المنصف -عفا الله عنك- قبل أن ترمي
بتهمة التشدد أو ((الدعشنة)) على بني جلدتك، يجب التفريق بين التشدد والالتزام
بتعاليم الإسلام، فالتشدد لا مكان له في ديننا، ومفهومه: الغلو والزيادة فيما
شرّعه الله، ويحصل التشدد حين تُبتر النصوص الشرعية أو يساء فهمها أو تطبّق في غير
محلها، وهذا هو ما فعله الخوارج وهذا ما يفعله داعش اليوم...مثال ذلك؛ أن داعش
تعتقد أن الحكومات الخليجية كافرة خارجة عن دين الإسلام فقط لأنهم يتعاملون مع
دولٍ غير مسلمة سواء بتجارة أو بسياسة! ولا يخفى على كل من قرأ في السيرة النبوية ولو
القليل، أن النبي ﷺ قد تعامل مع كفار قريش واليهود، بل إن النبي ﷺ قد تنازل في بعض
المواقف للكفار لمصلحة كبرى! كما كان الحال في صُلح الحديبية.
أما تطبيق ما أمر به الله –سبحانه- أو النبي ﷺ على
مذهب من المذاهب أو قول –معتبر- من أقوال أهل العلم، فهذا لا يكون تشدداً ولا
غلواً بل هو من الدين، وقد يقع الاختلاف في المسائل الفقهية ولكن لا اختلاف في
العقيدة. ومثال ذلك، أن من عقيدتنا طاعة ولي الأمر في يسرنا وعسرنا ومنشطنا
ومكرهنا، هذه المسألة لم يختلف فيها أحد من أهل العلم المعتبرين، وأما المسائل
الفقهية فمثلاً، هل تُغطي المرأة وجهها وكفيها أم لا؟ هذا فيه خلافٌ معتبر بين أهل
العلم، وليس المقام في سرد الأقوال، ولكن من الظلم أن نشنع على أحد الفريقين
بالقول من يرى بجواز الكشف أنه متساهل، متلاعبٌ في الدين أو من يرى بوجوب التغطية
أنه متشددٌ، ((متدعشن))!
فليكن منهجك في هذه القضايا –أيها المنصف- أولاً:
الـسـؤال! وكما قيل، السؤال نصف العِلم! إذا سمعت قولاً
أو رأيت فعلاً لم تعرفه من قبل أو لم يعجبك، فلا تتسرع في نقدك قبل أن تبحث في
المسألة، وتسأل: هل فيه دليل من القرآن والسنة؟ هل الحديث صحيح؟ ما تفسيره؟ هل قال
به أحد أهل العلم المعتبرين؟ وحتى النقد فليكن لطيفاً هيّناً، بعيدا عن التهم
والألقاب والكلام البذيء فهذه ليست من آداب الإسلام.
وأخيراً أسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا وأن يجمعنا على خير,
والحمد لله.
كتبه /
فارس الحمادي
Subscribe to:
Posts (Atom)
-
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،، تمهيد أولاً، هذا المقال هو تعبير عن رأيي الشخصي ...
-
مَـنْ يَـخْـلـفُـهـمْ ؟ ! الحمد لله حمداً كثيراً إذ جعل لهذا الدين رجالاً وجعل علمَهم سراجاً منيراً وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آل...
-
إذا قال شخص: "كل مسلم من الفرقة الناجية" أولاً وباختصار، مصطلح "الفرقة الناجية" أقره العلماء وهو مفهوم من...