Wednesday, 9 April 2014

لآلئُ لشَيخِنا الطاهِريّ مِن شرحِ مَنظومَةِ الزمزميّ


 
الحمد لله الذي علّم بالقلم ؛ علّم الإنسان ما لم يعلم ... والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

أما بعد ،،

فقد دخلنا بستانَ شيخنا الدكتور محمد هشام الطاهري أبو صلاحٍ  وطفِقْنا نخصفُ من علِميِ العَقيدةِ وعلومِ القرآنِ درراً و فوائدَ ، فجزاهُ الله خيراً و نفعَ بهِ . و الدورةَما زالت مستمرة وإنما عجلتُ إليكم بهذه الفوائد مختصرةً موجزة و قد قيل من قبلُ ؛ العجلةُ منَ الشيطانِ إلا في قطفِ الثمارِ . وفي الأثرِ: التُؤدةُ في كل شيءٍ خير إلا في عملِ الآخرة !
وما حالي مع نقل هذه الدرر إلا كبائع المسكِ إما أن تبتاعَ منه  وإما أن ينفعَ نفسهُ...فأسألُ اللهَ التّوفيقَ و بهِ أستعينُ...


1.   كلمة "تبارك" لا تكون إلا لله ... وتعني يباركُ الله .
2.   يوجد أكثر من 100 وصف للقرآن .
3.   و الفرقان من أسماء القرآن المذكورة فيه .
4.   وهناك 60 إسماً للقرآن .
5.   "الماحي" من أسماء النبي ﷺ .
6.   ولا تنبغي الصلاة على النبي بدون السلام. إلا في الإبراهيميات لأنه ورد الدليل بذلك أما غير ذلك فلا يجوز . (كأن تقول: صلى الله عليه -فقط-). لأن الله أمر في الآية أن نصلي عليه و نسلم .
7.   تقسيم الكلام في القرآن إلى 3 ؛ عن الله ، وعن أحكامه ، و عن مخلوقاته .
8.   وأعظم آية في القرآن هي آية الكرسي ؛ ومن عظمتها أنها كلها عن الله .
9.   والآيات التي تتكلم عن الأحكام مثل ، الحدود ، و الطلاق ، و المواريث ، الخ .
10.        والقرآن يتفاضل في آياته ؛ ليس مِن جِهَةِ المُتكلِم -لأن المتكلِمُ واحد وهو الله تعالى -.
11.        والتفاضلُ بينَ الآيات يكون من جهة المُتَكلَّمِ فيه .
12.        وكلام الله عن الله أفضل الآيات .
13.        وفيه -أي القرآن- ما هو محكمٌ و متشابه ؛ والمحكم أحسن ، ولهذا أمرنا باتباعه.
14.        يُفضلُ الكلام بـ : المتكلم ، أسلوب الكلام، الموضوع ، الترتيب ، جهة الآثار و الفوائد والأحكام.
15.        القرآن والأحاديث القدسية كلاهما كلام الله تعالى ووحيه، والفرق بينهما هو أن القرآن : مُتحدى به ، يُتعبد بتلاوته ، كله متواتر ، لا يجوز روايته بالمعنى. والأحاديث القدسية ليس كذلك .
16.        وكلمةُ قرآن مصدرُ قراءة، والقرآن هو اسمٌ علَمٌ وهو كلام الله .
17.        المعلقات السبع من أشهر ما كتب العرب في الشعر . ومع ذلك فيها الأخطاء وفيها المبالغة في الوصف ، وفيها غيرُ مفهومِ إلا لخاصة المحققين والشعراء.
18.        لطيفة : كلامُ المخلوقِ ؛ مخلوق إذ أنه صدر من مخلوق . وكلام الخالق لا يكون مخلوقاً إذ لم يصدر من مخلوق .
19.        السورة كالسُّور أو الحائط  ، وسميَت بهذا لأنها تجمعُ الآيات كالسور .
20.        لا يُقالُ أصغر السُوَر بل أقصر السور لأنهُ ليس في القرآنِ صغير .
21.        فائدة معرفة زمان و مكان نزول الآيات ؛
o    حكمة نزول الآيات و تيسير فهمها .
o    معرفة المتأخر و المتقدم ؛ الناسخ و المنسوخ .
o    معرفة أوقاتُ الحوادث ؛ مثلاً حادثة الإفك .
o    معرفة المكذوب من الصحيح .
o    التدرج في التشريع .
o    تعدد أسباب النزول .
22.        تعريف الزمان أدقُّ من المكان ؛ مثلاً ؛ قبل و بعد الهجرة .
23.        السور المدنية :  29 .
24.        السور المكية 85 .
25.        بعض الفروقات بين السور المكية و المدنية ؛
السور المكية
السور المدنية
- أكثرها تبدأ عند المخاطبة بـ "يا أيها الناس" . إذ أن الله كان يخاطب كفار قريش في أغلب الآيات
- موجزة على الغالب
- أغلبها في العقيدة و الإيمان
- الخطاب فيها أغلبه توبيخ لأنه جاء في أهل مكة وكان كفرهم عناداً

- أكثرها تبدأ عند المخاطبة بـ"يا أيها الذين آمنوا" . إذ أن الله كان يخاطب الصحابة في أغلب الآيات
- طويلة على الغالب
- أغلبها في الأحكام
- الخطاب لأهل المدينة كان أغلبه إقناعاً لأن كفرهم كان عن جهل
26.        تقسيم ما يرجع إلى نزول الآيات وهو 12 كما ذكر الزمزمي : مكي و مدني ، سفري و حضري ، نهاري و ليلي ، صيفي و شتائي ، فراشي (أي ما نزل في موضع كان النبي ملامساً فراشه أو مضجعه) ، أسباب النزول ، أول ما نزل و آخر ما نزل .
27.        لطيفة : قال ابن تيمية : سورةالحج  فيها مكي ومدني، فيها حضري وسفري ، نهاري و ليلي ، صيفي و شتائي ! فتضمنت هذه السورة منازل السير إلى الله. أي: في كل الأوقات والأزمان و الفصول !
28.        لم يثبت أن أي آية نزلت في المنام .
29.        قاعدة : العبرةُ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
30.        نزل القرآن في خلال 23 سنة مفرقاً .
31.        بعض الآيات نزلت أكثر من مرة .
32.        بعض السور نزلت مفرقة و بعضها نزلت جملة واحدة .
33.        غالب الآيات في القرآن لم تنزل على الأنبياء من قبل .
34.        العلماء : الواحدي ، النيسابوري ، ابن حجر ، السيوطي كلهم ألفوا كتُباً في أسبابِ النزولِ .
35.        معرفةُ أسبابِ النزولِ يكونُ : ما فيهِ يُروى عَن صحابيٍّ ، أو مدلول اللفظ ، أو المراسيل في التابعين، أو المنقطعات .
36.        والأسانيد المرسلة أقوى من المنقطعات .
37.        العرب لا تعرف في المواسم غير الشتاء والصيف .
38.        تبرئة عائشة في حادثة الإفك نزلت في الشتاء ؛ والدليل أنه ورد أنها كانت متلحفة من البرد.
39.        أول صلاةٍ كانت قبلتها مكة كانت صلاة الفجر .
40.        أول ما نزل من الآيات ؛ اقرأ و قيل المدثر . والجمع بين القولين أن نقول : اقرأ نزلت أول من حيث الإنباء، والمدثر نزلت أول من حيث الإنذار والإرسال.
41.        قيل إن المطففين كانت أول سورة مدنية و الصحيح أنها البقرة .
42.        قيل إن آخر آية نزلت (حكماً) هي آية الربا .
43.        النصر كانت آخر سورة نزلت (كاملة) .
44.        "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله.." الآية كانت آخر آية ما نزل مطلقاً كما في سنن النسائي.
45.        أقسام سند القراءات : متواتر ، آحاد ، شاذ .
46.        القراءات السبع المشهورة :
o    الأول : الإمام نافع المدني (ويسمى المدني الأول) ويروي عنه قالون وورش
o    الثاني : الإمام ابن كثير المكي ويروي عنه البزى وقنبل
o    الثالث : الإمام أبو عمرو البصري ويروي عنه الدورى والسوسى
o    الرابع : الإمام عبدالله بن عامر الشامي ويروي عنه هشام وابن ذكوان
o    الخامس : الإمام عاصم الكوفي ويروي عنه شعبة وحفص
o    السادس : الإمام حمزة بن حبيب الزيّات ويروي عنه خلف وخلاد
o    السابع : الإمام الكسائى ويروى عنه أبو الحارث والدوري
o    وأيضاً ؛ الثامن : الإمام أبو جعفر المدني (ويسمى المدني الثاني) ويروى عنه ابن وَردان وابن جمّاز
o    التاسع : الإمام يعقوب الحضرمي ويروى عنه رويس وروح
o    العاشر : خلف العاشر ويروى عنه إسحاق وإدريس
47.        إسناد القراءات يختلف عن إسناد الأحاديث .
48.        شرط القراءة صحة الإسناد، وموافقة الرسم، وأن يوافق اللفظ العربي .
49.        الخط (الرسم العثماني) هو المعتمد بالإجماع لا يقبل غيره . رسم المصحف توقيفي .
50.        بعض قراءات النبي ﷺ : (مَلِكِ يومِ الدين) ، (اهدنا السِراطَ ، الزِراطَ ، و الصِراطَ) .
51.        لم يشتهر أبو بكر و عمر -رضي الله عنهما- بالقراءة لأنهما كانا منشغلين في الجهاد والخلافة، ولم يجلسا للإقراء.
52.        وفي خلافةِ الشيخينِ أبي بكر وعمر؛ انشغل عثمان وعلي -رضي الله عن الجميع- في إقراء الناس القرآن .
53.        أحفظ الصحابة ؛ أبو هريرة -رضي الله عنه- ... بل هو أحفظ الأمة !

هذا ما تيسر لي إلى اليوم الثالث من الدورة العلمية و أُكْمِلُ بعونِ الباري باقي الأيام ... وإن كان هناك ما غفلت عنه فأرجو وضعه كملاحظة في المدونة كي أضيفه ؛ قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) جزاكم الله خيراً . ولا غنى لطالب العلم بالرجوع إلى أشرطة الدورة و هي مرفوعة في موقع دروس الإمارات –جزاه الله خيراً- وما كانَ من صوابٍ فمن الله وحدهُ و ما كانَ مِن خطإٍ في نقل الفوائد فمن نفسي ومن الشيطان والشيخ بريءٌ من ذلك .

والحمد لله رب العالمين .

جمع / فارس الحمادي
8 / جمادى ثانى / 1435 هـ
9 / 04 / 2014 مـ



Sunday, 6 April 2014

كَلَامُ الأَقْرَانِ يُطْوَى

كَلَامُ الأَقْرَانِ يُطْوَى


بَلَغ ابن أبي ذِئب أنّ مَالكاً لَم يَأخُذ بِحديثِ (البَيّعان بالخيار) .. فَقال : يُسْتَتابُ ، فَإن تابَ ، وإلا ضُرِبتْ عُنقُه !

فعلّق الإمام أحمد على ذلك : هو أورع و أقوَل للحق من مالك .

فعلّق الذهبي : لو كان ورعاً كما ينبغي ، لَما قَال هَذا الكلامَ القَبيح في حقّ إمامٍ عَظيم ! فَمالكٌ إنّما يَعمَلُ بِظاهِرِ الحديثِ ؛ لأنهُ رآه مَنسوخاً . فَمالكٌ في هذا الحَديث و في كلّ حديثٍ ؛ لهُ أجر ولا بد ، فإن أصاب ، ازداد أجراً آخر ...

ثم قال : و إنما يرى السيف على من أخطأ في اجتهاده - الحَروريَة  .


و بكل حال فَكلامُ الأقْران بَعضُهُمْ في بعضٍ لا يَعولُ على كَثيرٍ منهُ ، فلا نقصُت جَلالةُ مَالكٍ بِقولِ ابن أَبي ذِئبٍ فيه ، و لا ضعّفَ العلماءُ ابن أبي ذئبٍ بمقالتهِ هذهِ ، بل هُما عالما المَدينةِ في زمانهما -رضي الله عنهما-

وكلام الأقران إذا تبرهن لنا أنهُ بِهوى و عَصبيةٍ ، لا يُلتفت إليه ، بل يُطوى و لا يُروى.
كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة و قتالهم -رضي الله عنهم أجمعين-

و الله أعلم .

سير أعلام النبلاء ( ١٠/ ٩٢-٩٧ )

Saturday, 5 April 2014

مِـحْـنَـةُ رَجُـلْ

مِـحْـنَـةُ رَجُـلْ


الحمد لله الذي جعل أئمة في الإسلام كالجبال ... ينصرون الدين بنصره والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده...

قال تعالى :
Ra bracket.png وَالْعَصْرِ Aya-1.png إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ Aya-2.png إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ Aya-3.png La bracket.png

تذكرني هذه السورة العظيمة في حياة الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- .. فكانوا أكثر الناس في زمانه في خُسُرٍ ... إلا هو و من كان على نهج السلف!  ... آمنوا وعملوا الصالحات بالقول و العمل و لا يخفى هذا على من عرف شيئاً من سيرة الإمام أحمد ؛

قال إبراهيم الحربي : يقول الناس أحمد بن حنبل بالتوهم، والله ما أجد لأحد من التابعين عليه مزية، ولا أعرف أحداً يقدر قدره، ولقد صحبته عشرين سنة صيفاً وشتاءً، وحراً وبرداً، وليلاً ونهاراً، فما لقيته لقاة في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس !

والإمام أحمد كان يُضربُ به المثلُ في التواصي بالحق ..! كان عالماً فقيهاً نشر العقيدة الصحيحة و السنة و له مؤلفاتٌ كثيرةٌ تطبعُ و تدرسُ إلى يومنا هذا !
و كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف أو يزيدون، نحو خمس مائة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت !

و لما وقعت المحنة ما وقف إلى النهاية إلا الإمام أحمد -رحمه الله- ، هناك من وقفوا وقتلوا ، ومن وقفوا ثم انتكسوا ، وهناك من تخاذلوا أصلاً عن الوقوف ، وهناك من تراجعوا وغيروا عقيدتهم ، والذي ثبت إلى النهاية هو الإمام أحمد فقط في محنة خلق القرآن..! وهذا يذكرني في قوله –تعالى- ((وتواصوا بالصبر)) !

قال علي بن المديني : إن الله -عز وجل- أعزَّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث : بأبي بكر الصديق يوم الرِدّة، و أحمد بن حنبلَ يومَ المِحْنة، وقد كان لأبي بكر الصديق أصحابٌ وأعوان، وأحمد ليس له أعوانٌ ولا أصحاب!


يروي الإمام أحمد بن حنبل محنته : لما جيء بالصيات ، نظر إليها المعتصم فقال : إئتوني بغيرها -أي يريد أشد منها-. فاصطف الجلادون ، فيتقدم الأول فيضربني سوطين. فيقول له المعتصم: شد! قطع الله يدك! 

فيتنحى ويتقدم الآخر فيضربني سوطين. فلما ضربت سبعة عشر سوطاً..!
فقام إليّ المعتصم وقال: "يا أحمد، علام تقتل نفسك؟ إني والله عليك لشفيق". وقال أحد الجلادين : لقد ضربت أحمد ثمانين سوطاً لو ضربتها فيلاً لهدته!

وجعل عُجيف يَنْخَسُني بسيفه ويقول: "أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم؟"! -أي بعنادك-. وقال بعضهم: "ويلك! إمامك على رأسك قائم!" (أي أطعه). وقال بعضهم: "يا أمير المؤمنين! دمه في عنقي، اقتله!" 

فقال المعتصم: ويحك يا أحمد، ماذا تقول؟!
فأقول (أي أحمد): "أعطوني شيئاً من كتاب الله أو سنة رسول الله أقول به..!"
فرجع المُعتصمُ و جلس...وقال للجلاد: "تقدم...وأوجع!" 

قال أحمد: "ذهب عقلي مراراً (من الضرب)!"

وأقبلوا علي يقولون: "يا أحمد! إمامك على رأسك!" والمعتصم يقول: "ويحك يا أحمد! أجبني!"

وجعل عبدالرحمن يقول: "من صنع من أصحابك في هذا الأمر ما تصنع؟!"

ورأيت المعتصم قاعداً في الشمس بغير مظلة يقول لابن أبي دؤاد: "لقد ارتكبت إثماً في أمر هذا الرجل." (ضميره أنبه) 

فيقول أبو دؤاد : "يا أمير المؤمنين، إنه -والله- كافرٌ مشرك! قد أشرك من غير وجه." (قاتل الله المبتدعة!)

وقد أراد المعتصم تخليتي، لكن لم يدعه أبو دؤاد ولا إسحاق بن إبراهيم..! وبعد الجلد؛ أُطلقت الأقياد عني؛  وقال رجل ممن حضر: كَبَبْناكَ على وجهك وطَرَحْناك على ظهرك باريّة ودُسْنَاكَ!

وكان صائماً -رحمه الله-! وأتوه بسويق (طعام من شعير وحنطة) وقالوا: اشرب وتقيأ! (يريدون إبطال صومه!) 
فقال: لا أفطر!

أحمد بن حنبل قرة عين الإسلام ... أُدْخِلَ الكير فخرج ذهباً أحْمرَ!!

هذا ما تيسر لي و الحمد لله رب العالمين ...



وكتب  / فارس الحمادي
6/جمادي الآخر/1435 هـ
2014/04/06 مـ