كَلَامُ الأَقْرَانِ يُطْوَى
بَلَغ ابن أبي ذِئب أنّ مَالكاً لَم يَأخُذ بِحديثِ
(البَيّعان بالخيار) .. فَقال : يُسْتَتابُ ، فَإن تابَ ، وإلا ضُرِبتْ عُنقُه !
فعلّق
الإمام أحمد على ذلك : هو أورع و أقوَل للحق من مالك .
فعلّق الذهبي : لو كان ورعاً كما ينبغي ، لَما قَال هَذا
الكلامَ القَبيح في حقّ إمامٍ عَظيم ! فَمالكٌ إنّما يَعمَلُ بِظاهِرِ الحديثِ ؛
لأنهُ رآه مَنسوخاً . فَمالكٌ في هذا الحَديث و في كلّ حديثٍ ؛ لهُ أجر ولا بد ،
فإن أصاب ، ازداد أجراً آخر ...
ثم
قال : و إنما يرى السيف على من أخطأ في اجتهاده - الحَروريَة .
و
بكل حال فَكلامُ الأقْران بَعضُهُمْ في بعضٍ لا يَعولُ على كَثيرٍ منهُ ، فلا نقصُت
جَلالةُ مَالكٍ بِقولِ ابن أَبي ذِئبٍ فيه ، و لا ضعّفَ العلماءُ ابن أبي ذئبٍ
بمقالتهِ هذهِ ، بل هُما عالما المَدينةِ في زمانهما -رضي الله عنهما-
وكلام
الأقران إذا تبرهن لنا أنهُ بِهوى و عَصبيةٍ ، لا يُلتفت إليه ، بل يُطوى و لا
يُروى.
كما
تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة و قتالهم -رضي الله عنهم أجمعين-
و
الله أعلم
.
سير
أعلام النبلاء ( ١٠/ ٩٢-٩٧ )
No comments:
Post a Comment